كتاب قطعة صغيرةٌ من الأرض PDF
من تأليف : اليزابيث ليرد سونيانمر
هي قصةٌ مذهلة تروي تجربة طفل عادي يعيش حياته في منطقة تشهد صراعا قد يكون واحدا من أكثر النزاعات قسوة وإيلاما على وجه الأرض.
لم يكن بمقدور أحد باستثناء إليزابيث ليرد أن يكتب هذا الكتاب ، هي التي عاشت في الشرق الأوسط وعرفته عن قرب، شعرت بالمكان وأحبته، حزنت لأحزانه وتمنت له الخير، زعندما نقرأ " قطعة صغيرة من الأرض " سنتمكن من فهم مشاعر المقهورين وأؤلئك الذين يعيشون الخوف يوما بعد يوم، هي مشاعر لا بد لنا من التعرف عليها لأنها باتت مهيمنة على أرجاء عالمنا وسكانه.
أمام منزل آل عبودي في مدينة رام الله، وقفت دبابة إسرائيلية في عرض الطريق، أرغمت الفرق العسكرية السكان على البقاء داخل منازلهم لمدة أسبوعين على التوالي.
كريم ابن الثانية عشرة لم يتمكن من لعب الكرة مع أصدقائه، كما أنه لم يستطع النجاة من إزعاج أخيه المراهق الذي يكاد يدفع به إلى حافة الجنون.
عندما رفع حظر التجوال، اكتشف كريم وأصدقائه شيئا مذهلا - قطعة أرض تصلح بامتياز لأن تكون ملعبا جديدا لكرة القدم - ومكان اختباء مميز أيضا، لكن مخبأهم السري تحول إلى فخ مرعب ومميت عندما عاد الجنود من جديد مدججين بأسلحتهم ...
هذه قصة عن أولاد فلسطينيين يعيشون تحت الإحتلال العسكري الإسرائيلي، إنها قصة تجربتهم الخاصة في زمان ومكان معينين، لكنَّها تصوِّر أيضاً فظاعة الإحتلال أينما كان، والمعاناة الكبيرة التي يلحقها بالشعوب التي يحتلها، أو حياة البؤس التي يعيشها الجيل المحتل.
يقفُ الأولاد في هذا الكتاب، مدافعين عن كلِّ من يعيشون ظروفاً مشابهةً لظروفهم، ويَنجحون، رغم كلِّ الصِّعاب، في مواصلةِ شَقِّ طريقهم في الحياة والنَّماء.
مقتطف من القصة :
" من مكان ما ليس بعيداً، انطلق صوت الصفارات، رفع " كريم " رأسه قليلاً ثم عاد وتنبَّه أنَّه يعرِّض نفسه من جديد للخطر، وأنَّه في منطقة مكشوفة، وأنَّ عليه البحث عن مخبأ، أرغم جسمه على التحرُّك وهو يعضُّ على شفته من شدَّة الألم، زحف نحو قارعة الطريق، ثم استدار نحو الطريق الذي يوصل إلى أسفل التلة، المبنى الأول على يساره لا يصلح إلاَّ للإختباء، بواباته الحديدية عالية، وتغلق على أسواره بأحكام، لكن إلى الأمام قليلاً بعد المبنى توجد أرض صغيرة خالية تؤدي إلى مبنى آخر ضخم، بضعة أمتار وينتهي السور، لكن المسافة بدت له طويلة، ساقه في مكان الرصاصة تضرب بشدةَّة، والألم يزداد، وينتشر إلى كلِّ مكان، بدأ الدَّم يخرج خارج الرباط، فيشعر به يسيل فوق ساقه وقدمه، " حتَّى لو وجدت مكانا للإختباء الآن ، فقد لا أتمكَّن من الوصول إلى البيت أبداً، فكَّرَ كريم.
وصل أخيراً عند نهاية السور، التفت يميناً ويساراً، قطعة الأرض يتم تحضيرها للبناء، كانت ممهَّدة وفارغة تماماً، السور الجانبي للبناية بلا ملامح، لا فائدة من محاولة البحث أبعد من ذلك، لا فرق، وصل إلى نهاية الطريق، غاص في الأرض ودفن رأسه بين يديه، هذه هي النهاية، لم يعد قادرا على المضي أكثر، سيظلُّ هنا، ويدعهم يعثرون عليه، وإذا قرروا إطلاق النَّار فليكن لهم ذلك، وإذا قرَّروا حمله وجرَّه إلى مكان ما، فلن يعترض، يمكنهم التصرُّف به كما يحلو لهم، لا يملك القوة اللازمة لمقاومتهم أكثر من ذلك .... "
 |
| كتاب قطعة صغيرةٌ من الأرض - اليزابيث ليرد |
